الحب الأعمى

**فادي** الجمعة فبراير 12, 2010 4:10 pm

الحب الأعمى

في إحدى الغابات وقبل أن يخلق الإنسان بملايين السنين كانت الفضائل والرزائل تجول وتجول من كثرة المللل ، فجأة وقف الجنون وصاح ما رأيكم أن نلعب لعبة الغميضة، أعجب الجميع بالفكرة ووقع الإختيار على الأمل بأنه أول من سيبدأبالعد
وبالفعل إتجه الأمل نحو إحدى الأشجار الضخمة ووضع رأسه على جزعها وبدأ العد : واحد - إثنان - ثلاثة ....
بدأ الجميع بالركض كل واحد منهم ذهب باتجاه للبحث عن مكان للإختباء فيه.
فقفز الجنون في البحيرة واستقر فيها ، وصعد الحنان نحو السماء واختفى بين مجموعة من الغيوم ، أما الغدر فألقى نفسه في كومة قذارة كانت بالقرب منه و الأمل يعد : خمس وعشرون - ستة وعشرون.......
واختفى الشوق بين شقائق النعمان ، واختبئ الصدق تحت جسر النهر ، أما الكذب إختبئ وراء الشجرة التي كان الأمل يعد بالقرب منها .
أما الأمل فكان يعد : خمسون - واحد وخمسون – اثنان وخمسون........
هكذا وجد الجميع مكان للإختباء فيه إلا الحب المسكين فلم يستطع إيجاد مكان للإختباء فيه رغم بحثه الطويل
والأمل يعد : ثلاثة وثمانون - أربع وثمانون - خمس وثمانون..................
فجأة وقع نظر الحب على مجموعة ورود حمراء اللون فأسرع نحوها وما أن وصل إليها حتى ألقى نفسه بداخلها واختبئ بين ورودها الحمراء القاتمة اللون .
الأمل يعد : ..........مئة.
انتهى الأمل من العد وفتح عيناه ومن ثم بدأ البجث عن الأخرين.
كان الكذب أول المكشوفين ، وكان ثانيهم الجنون الذي ضاق نفسه ومل من الإنتظارفي قاع البحيرة ، وبعد لحظات هبط الحنان من بين الغيوم ، ونهض الغدر من كومة القذارة ، وظهر الشوق من بين شقائق النعمان ، ونهض الصدق من تحت القنطرة .
وهكذا وجد الأمل الجميع إلا الحب فلم يستطع إيجاده رغم المحاولات الكثيرة ، وذلك الأمر أغاظ الجنون مما دفعه للإتجاه نحو أجمة الورد الأحمر وبيده مسلة كبيرة، وما أن وصل هدفه ووقف أمام أجمة الورد ، إذ سمع الجميع صوت بكاء وأنين ، ماهي إلا لحظات حتى وقف الحب واضعا كلتا يداه على عيونه والدم يقطر منها وهو يبكي ويقول لقد فقدت البصر.
حزن الجميع على ما حل بالحب المسكين والجنون أخذ بالندم، فاقترب من الحب واضعا يداه وبدأ بالبكاء ، فعاد الحنان إلى السماء والغدر إلى كومة القذارة والشوق بين شقائق النعمان والصدق تحت جسر النهر ، وما زال الكذب أول المكشوفين.
ولكي يكفر الجنون عن ذنبه قرر أن يكون مرشدأ للحب منذ تلك اللحظة حتى الآن ليمضي الحب الأعمى متقادا وراء الحب الجنون. *كتبت يوم السبت في 2007/2/10*

مدير المنتدى: التيم hamza aldaly

**صهيب** الجمعة أبريل 02, 2010 6:21 pm

الموضوع جميل جدا ومؤثر وقرأت هذا الموضوع بشكل مختصر في احدى الصحف وكان الموضوع يدور عن نفس الفكرة ولكن بشكل مختصر أكثر ومعبر عن القيم في حياتنا بشكل أكبر , سأروي القصة بشكل آخر كما قرأتها في المجلة القصة على الشكل التالي :

الغميضة

في قديم الزمان ...
اجتمع كل من الحب والمودة والاخلاص والقلب والجنون في حديقة مليئة بالورود والأزهار ليلعبو الغميضة
أجرى الأصدقاء الخمسة قرعتهم فكانت من نصيب الجنون !!
أغمض الجنون عينيه وعد حتى العشرة .. واحد... اثنان.. ثلاثة ....
وأما أصدقاءه فكانو قد اختبأوا .. اختبأ الحب في تويجات وردة حمراء والاخلاص والمودة اختبأا داخل القلب ...
كان القلب كبيرا فوجده الجنون بسرعة .. ووجد بداخله مودة واخلاصا .. أما الحب فكان ثقيلا على الوردة , فانكسر غصنها ووقع الحب عن الوردة ونزفت دماءه .. كان الجنون قد وصل إليه فوجده يدمي وعيناه مليئتان بالشوك .. فأصبح الحب أعمى .. لم يدر الجنون كيف سيعبر عن أسفه على الحب فأقسم على ملازمته له طوال حياته وأن يكون عيناه التي يهتدي بهما ... سر الحب كثيرا ومن يومها أصبح الحب يمشي ويقوده الجنون ..
القيم التي يمكن أن نستخلصها من هذه القصة
أن الجنون متسرع دائما فهو الذي يبدأ بالأعمال وهو القائد والمتحمس فنراه في القصة قد استلم دور المغمض في اللعبة
و الحب دائما رقيق نراه يذهب إلى الأشياء الشفافة والمعبرة عن الأحاسيس والمشاعر فهو يعشق الجمال فنراه بالقصة أنه أسرع نحو الوردة الحمراء فهو أحب ذلك اللون وعشق جمال تلك الورد غير مبال بامكانية الاختباء بها أم لا ..
ونرى القلب كبيرا يحضن جميع الأشخاص فهو مخزن للسعادة والكره والمودة والاخلاص والصدق و...و....و...
ففي القصة نراه قد سمح للمودة والاخلاص أن يتربعا على عرشه ودخلا بابه من دون استئذان وفي الحقيقة نحن نحب الأشخاص ويدخلون قلوبنا من دون أن ندري كيف أحببناهم وكيف دخلو قلوبنا بمجرد أننا عرفنا مودتهم واخلاصهم وأفعالهم الجميلة .
وها نحن نرى كيف الجنون يخمد بسرعة ونجده يعبر عن أسفه بعدما عمل ما عمل فهاهو بالقصة نراه قد أوقع الحب عن الوردة فامتلأت عيناه بالشوك فأصبح أعمى فلم يعرف الجنون كيف سيكفر عما فعله فنراه قد أقسم على ملازمة الحب وقيادته طوال حياته ..
وفي واقعنا نجد أن الانسان يعيش في حالة الحب وإذا أحب , أحب بجنون فنقول عنه مجنونا
فكم هذه القصة معبرة عن المشاعر الانسانية والأحاسيس الجميلة التي يعيشها كل واحد منا ..
وأشكر الزميل حمزة على هذه القصة الرائعة مع تمنياتي بمزيد من القصص الأدبية الجميلة

الحب الأعمى

الحب الأعمى

رد: الحب الأعمى